قصة الكنز المفقود والقرية المنكوبة والأمير التائه 2023
جدول المحتويات
قصة للأطفال قبل النوم
نقدم لكم قصة رائعة ومفيدة وذات معانٍ قيمة،ولها تأثير إيجابي في شخصية الطفل وأخلاقه ،و ستبقى عالقة في ذهنه لفترة طويلة، تجمع هذه القصة بين المرح والأخلاق النبيلة، وتحمل في جعبتها نصائح وصفات حميدة لا يجب إهمالها.
- ما قصة القرية المنكوبة ،وأميرها التائه وكيف السبيل إلى النجاة ؟
- من سيختار الأمير سام ،قريته أم الكنز المفقود ؟
- ما سر الكنز المفقود وهل ستنجو القرية المنكوبة ؟
للإجابة على هذه الأسئلة وغيرها، نترككم لقراءة هذه القصة والإبحار في معانيها .
قصة الكنز المفقود و القرية المنكوبة
كان يا مكان في قديم الزمان،قرية جميلة مفعمة بالحياة تسمى بالقرية الخضراء؛وذلك لكثرة أشجارها الخضراء، والزهور المنتشرة في كل مكان،وكان يحكم هذه القرية ملك عادل وحكيم لذلك أحبه الجميع،بخلاف إبنة سام المدلل والعنيد الذي كان يستفز معظم أفراد القرية كبارها وصغارها، ودائم الشجار معهم ،ولم يكن له أصدقاء فهو متكبر ويسخر من الجميع .
وفي إحدى الأيام كان الملك يتجول مع زوجته في الحديقة،فهو يحب رؤية الزهور وسقايتها،جلس الملك بقرب شجرة ليستضل بها،وما هي إلا دقائق معدودة صرخ الملك صرخة مدويّة عمت أرجاء القصر،فهرع الحرس بسرعة،وإذا بالملك متعرق الجبين ومتعب ،ثم نقله الحرس الى القصر واستدعوا كبير الأطباء بسرعة .
خرج الطبيب من غرفة الملك وهو في حالة توتر وقلق شديد،سألته الملكة:ما بك ،فأجابها :بأن الملك تعرض للدغة أفعى سامة جداٌ لم ينجو قبله أحد منها،حتى باستشارة أمهر الأطباء،دخلت الملكة لزوجها بسرعة تبكي بين يديه،فقال لها الملك : اخبرني الطبيب بماذا حصل،وأشعر بتعب كبير ولكنى في نفس الوقت أشعر براحة لأني كنت أطيع أوامر الله عز وجل وأفعل الخير وأبتعد عن المنكر،وهذا هو القدر ولا مهرب من مشيئة الله .
لا يؤمنُ عبدٌ حتى يؤمنَ بالقدَرِ خيرِه و شرِّه ، حتى يعلمَ أنَّ ما أصابه لم يَكن لِيخطِئَه ، و أنَّ ما اخطأه لم يكن لِيُصيبَه . (حديث صحيح )1.
سأل الملك زوجته:هل تذكرين المفتاح والخريطة التي دوماً كنتي تسأليني عنهم ؟فأجابت :نعم ،قال لها :أحضريهم لي،فلما عادت الزوجة ومعها ما طلب زوجها ، قال لها :هذه الخريطة تدل على مكان يحتوي على صندوق،لا يمكن فتحه إلا بهذا المفتاح،وأريدك أن تعطيه لابننا سام إذا حصل أي مكروه للقرية الخضراء .
وما هي إلا بضعة أيام حتى فارق الملك الحياة ، وعم الحزن والظلام جميع أرجاء القرية ،وكانت صدمة للجميع لأن ملكهم الطيب والمحبوب لم يعد موجود،وكيف ستجري الأمور في عهد الملك الجديد سام ؟.
مرت الأيام ولم يختلف شيئاً في سام ، أهمل القرية وظلم الناس وأخذ أموالهم ،وبقى الوضع كما هو لعدة أعوام ،حتى أن القرية الخضراء أصابها المرض والجفاف والفقر الشديد ولم تعد نابضة بالحياة ، وزاد الوضع سوءاً عام بعد عام ،حتى أنّ القصر نفسه والملك لم يعد لديهم إلا القليل من الطعام ،والملك سام حزين وحائر وقليل الكلام .
تذكرت الملكة المفتاح والخريطة،وبحثت عنهم ثم ذهبت لابنها الملك سام ،وقالت له : هذه وصية أباك ،طلب منى أن أعطيك إياها إذا أصاب القرية الخضراء أي مكروه،أخذهم الملك وأمر الحرس بأن يجهزو الخيل له ثم انطلق في رحلته،كان قلبه ينبض من شدة الخوف والوحدة والقلق وهو يجتاز الغابات المظلمة والموحشة والجبال الشاهقة،وكان متردد لم يعتد على التعب والجهد ،لكن في عروقه دم أبيه الشجاع ولن يرجع حتى يصل الى الكنز المفقود .
بينما كان يتسلق الملك أحد الجبال العالية في وادي الذئاب ، انزلقت إحدى قدميه ثم هوى الى أسفل الجبل دون حراك،وما هي سوى دقائق حتى إقترب منه ذئب ضخم وجائع ،والملك سام قدمه مكسوره عاجز عن الحراك ،كلما إقترب الذئب أكثر تسارعت دقات قلب الملك سام ،وفجأة ينطلق سهم من بين الأشجار كسرعة البرق ويخترق عين الذئب وينجو سام ،كان السهم لأحد سكان القرية الخضراء ومعه مجموعة من القرية ، قالو للملك سام أباك كان يتفقد كل القرية ،ويقدم المساعدة دون أن نطلبها ،وهذا دين في رقابنا ولن ندعك تمضي وحيداً فنحن معك.
صانع المعروف لا يقع، ولو وقع لا ينكسر .
وصل سام ومن معه من سكان القرية أخيرًا إلى الكهف،الذي تدل عليه الخريطة ، حيث وجدو صندوق كبير ،أخرج الملك المفتاح و عمّ الصمت ارجاء المكان والكل متلهف يرتقب ماذا في داخل الصندوق،فتح الملك الصندوق وإذا بها مجموعة من الصرر الصغيرة تحتوي حبوب متنوعة ، في وسطها رسالة،أخذها سام وكان عليها توقيع والده،ثم فتحها وعيناه تدمع ، وكانت وصية له ملخصها بأن الكنز الحقيقي هو ليس المال ،بل محبة الناس ومساعدة الآخرين، وهذه الحبوب هي ما ورثه عن أجداده فهي من نوعية نادرة وذات جودة عالية ،أخذها الملك سام وعاد برفقة من معه إلى القرية.
الكنز الحقيقي هو ليس المال ،بل محبة الناس ومساعدة الآخرين .
وصل الملك ومن معه وأخذوا قسطاٌ من الراحة بعد هذه الرحلة الشاقة ،وفي اليوم التالي بدأوا العمل بجد دون كلل أو ملل كل القرية بمن فيها كيد واحدة ، أولهم الملك سام ، مرت الأيام وهم كخلية النحل يعملون بجهد وتنظيم،تحت قيادة الملك سام الذي كان مثل شعلة نشاط وعزيمة وإصرار.
نحلة واحدة لا تجني العسل ،ولا يبنى الحائط من حجر واحد .
تساقطت الأمطار ،وتفحت الزهور وعادت زقزقة العصافير والطيور ،ودبت الروح في القرية الخضراء من جديد،يسير الملك سام بين ممرات القرية وفي أعين أهلها الحب والود والافتخار بملكهم الطيب و الشجاع ، فهو لم يستسلم ولم يترك أهل قريته بل اجتازوا هذه النكبة معاً وحولوها الى نعمة ، حيث أصبحت القرية وملكها وشعبها مضرب مثل للعزيمة والإصرار ، وعادت كما كانت في أبهى صورها القرية الخضراء .
الدروس المستفادة من قصة الكنز المفقود
في هذه الفقرة سنعرض لكم الحكم والعبر المستفادة من القصة القصيرة التي عرضناها لكم فيما سبق :
- الإيمان بالقدر: نتعلم من القصة أهمية الإيمان بالقدر والاستسلام لمشيئة الله، وكيف يمكن أن يساهم ذلك في تخفيف التوتر وزيادة الثقة في النفس.
- الإصرار والعزيمة: تظهر القصة أهمية الإصرار والعزيمة في مواجهة التحديات وعدم الاستسلام أمام الصعاب، مما يؤدي إلى تحقيق النجاح والتغيير الإيجابي.
- مساعدة الآخرين والتعاون: تشجع القصة على مساعدة الآخرين والتعاون المشترك لتحقيق الخير وتجاوز الصعوبات.
- الكنز الحقيقي هو محبة الناس وعمل الخير : تبين القصة أن الكنز الحقيقي ليس في المال ، بل في محبة الناس ومساعدتهم وعمل الخير .
الختام
قصة “الكنز المفقود والقرية المنكوبة” تعلمنا دروسًا غاية في الأهمية ، وتساعد على إكتساب صفات نبيلة ، وكما يقال العلم في الصغر كالنقش في الحجر ،و إذا كنتم تبحثون عن قصص أطفال أخرى تكون ممتعة وشيقة ومفيدة، يمكنكم الأنتقال إلى قسم القصص من هنا .
إن أعجبتكم القصة القصيرة التي عرضناها لكم في هذه المقالة، لا تنسوا مشاركتها مع أصدقائكم وأحبائكم، وفي الختام نتمنى لكم اوقات سعيدة كلها خير وسعادة .
