عجائب وغرائب

سراديب الموتى في باريس أم الاسكندرية – أيهما الأكثر رعباً ؟!

سراديب الموتى المخيفة

كثرت الحكايات والقصص المخيفة حول سراديب الموتى الغارقة تحت مدينة الأضواء باريس، وكذلك سراديب الموتى الاسكندرية، والتي تعتبر من اكثر الاماكن المخيفة في العالم، حيث تنتشر عظام الموتى و جماجمهم في كل مكان بشكل مرعب ومخيف، فما السر الغامض الذي يخفيه هذا المكان ؟، وهل هو حقيقة أم خيال؟!.

سراديب الموتى في باريس  The Catacombs

سراديب الموتى في باريس
سراديب الموتى في باريس

تحت الشوارع المزدحمة في باريس توجد سراديب الموتى المخيفة والمرعبة، والتي تعتبر من أغرب الأماكن في العالم، و تضم هذه السراديب الموجودة تحت الأرض بقايا ما يقرب من ستة ملايين فرد، مما يخلق مشهدًا غريبًا ومذهلًا يجذب أكثر من نصف مليون زائر كل عام .

تم بناء هذه الأنفاق والممرات في باريس لإيجاد حل لمشكلة مقابر المدينة المكتظة في أواخر القرن الثامن عشر، حيث كان السكان يشتكون من ازدحام الجثث وتكدسها في المقابر وعبروا عن استيائهم من رائحتها الكريهة ،لذلك نقلت العظام والجماجم إلى مكان تحت الأرض كان في الماضي  منجماً قديماً .

واستمر عملية النقل لما يقارب 12 عام، مما أدى إلى تشكيل سلسلة متراصة من بقايا الجثث بشكل مدهش ومرعب يحبس الأنفاس، حيث تشكلت أنفاق الموت ومتاهات مرعبة تحت سطح الأرض المظلم لذلك أطلق عليها لقب سراديب الموتى .

إن النزول إلى أعماق هذا المكان يشبه الرجوع بالزمن إلى الوراء، بينما تشق طريقك عبر الأنفاق ذات الإضاءة الخافتة، يصبح الهواء أكثر برودة ويصبح الصمت واضحًا، وفقط دقات القلب هي المسموعة.

تشتم رائحة الموت في أثناء سيرك الطويل بجوار الجدران المتشكلة من تراص جماجم وعظام مكدسة بعناية، ومرتبة بدقة لتشكل أنماطًا جميلة بشكل مخيف، وكل جمجمة تراها تروي قصة من الحزن والمعاناة، إنه تذكير تقشعر له الأبدان بهشاشة الحياة وحتمية الموت.

لمحة عن أنفاق الموت 

في حين أن سراديب الموتى في باريس هي بلا شك رحلة مدهشة ومخيفة بين بقايا الجثث، إلا أنها أيضًا بمثابة أرشيف تاريخي فريد من نوعه، وخلال المشي بين العظام، لا يمكنك إلا أن تتساءل عن حياة أولئك الذين يستريحون الآن تحت قدميك، حيث تحتوي سراديب الموتى على رفات أفراد من فترات مختلفة من التاريخ، بما في ذلك ضحايا الثورة الفرنسية، مثل جان بول مارات وماكسيميليان روبسبير.

على مر السنين، اجتذب هذا المكان المرعب والساحر الفنانين والكتاب والمستكشفين، حيث ترك كل منهم بصماته على هذا العالم تحت الأرض، ولا يزال من الممكن العثور على كتابات على الجدران يعود تاريخها إلى قرون مضت، وهي تقدم لمحة عن الماضي ورغبة الإنسان في أن يتذكره الناس.

وصف هذا المكان المرعب

تعتبر زيارة سراديب الموتى في باريس تجربة لا تنسى، ولكن من المهم التعامل معها باحترام وإجلال لأنها تمثل معلم تاريخي مهم لسكان هذه المدينة،وهي وجه يقصدها الناس من جميع أنحاء العالم،كما نود التنبيه بأنه يمكن أن تكون الأنفاق ضيقة وخانقة، ويمكن أن تنخفض درجة الحرارة بشكل ملحوظ مع النزول إلى تحت الأرض، لذلك يُنصح بأخذ الحيطة والحذر و ارتداء ملابس دافئة و أحذية مريحة.

تتوفر الجولات المصحوبة بمرشدين لأولئك الذين يرغبون في التعمق في تاريخ سراديب الموتى والإطلاع على اسرارها ،و يقود المرشدون ذوو الخبرة الزوار عبر الممرات المتعرجة، و يسلطون الضوء على القصص الموجودة خلف تلك الجماجم و العظام، لذلك تعتبر هذه الزيارة بمثابة رحلة عبر التاريخ بطابع غامض وساحر .

في حين أن هذا المكان الغريب، وهذه الرحلة المرعبة قد لا تكون مناسبة لضعاف القلوب، إلا أنها تقدم منظورًا فريدًا حول هشاشة الحياة وسرعة مرور الوقت، إنها بمثابة تذكير بأنه تحت سطح مدننا الصاخبة، يوجد عالم خفي يحمل أسرارًا وقصصًا في انتظار اكتشافها.

سراديب الموتى الإسكندرية

تحدثنا في الفقرة السابقة عن سراديب الموتى في باريس، وفي هذه الفقرة سنتحدث عن سراديب الموتى في الإسكندرية، والتي لا تقل أهمية عن تلك الموجودة في باريس، فما قصة تلك السراديب وما سبب شهرتها ؟

موقع سراديب الموتى في مصر

تقع سراديب الموتى في دولة مصر العربية في مدينة الإسكندرية، وتحديداً في منطقة كوم الشقافة التي يطلق عليها اسم “تل الكنز”، وتقع جنوب حي مينا البصل .

تحتوي سراديب الموتى الإسكندرية على مقبرة ملكية كبيرة تضم لوحات و تماثيل وقبور تم حفرها داخل الصخر، مزخرفة بأشكال فنية ساحرة من حضارات متنوعة، جعلتها  تعتبر من عجائب الدنيا في العصور الوسطى .

قصة سراديب الموتى الإسكندرية

سراديب الموتى الاسكندرية هي مزيج بين الحضارة الرومانية واليونانية والحضارة الفرعونية المصرية، ويقول المؤرخون أنها بنيت في القرن الثاني الميلادي، حيث أنه يوجد تماثيل منحوتة بالطابع الفرعوني، ولكنها مكسوة بملابس وزخرفة تحمل أسلوب الفن الروماني .

تم العثور على على تلك المقبرة في عام 1900 م عن طريق الصدفة، وأطلق عليها اسم سراديب موتى الإسكندرية بسبب تعقيد تخطيطها تحت الأرض وتعدد الممرات والانفاق، وكذلك بسبب كثرة بقايا الأموات والقبور الموجودة فيها .

مع أن التنقيب عن سراديب الموتى الاسكندرية بدأ في عام 1892م إلا أنه لم يعثر عليها إلا في عام 1900م، وذلك عندما سقط حمار في فتحة عمقها 12 مترا تحت سطح الأرض، وبعد عملية من البحث والاستكشاف في تلك المنطقة تم العثور على تلك السراديب .

حسب تحليلات المنقبين وعلماء الآثار فإن تلك المقابر تعود لعائلات ثرية، كانت تدفن الجثث عن طريق حفر حجرات في الصخر على شكل صفوف يعلو بعضها بعض بشكل منظم و متراص، بعضها يصل لغاية 4 طوابق .

في هذا المكان المرعب والمخيف لن تجد سوى رائحة الموت التي تعطي شعور الخوف والرهبة، الممزوج بالانبهار والدهشة من سحر وجمال الأعمال الفنية الرائعة لتلك الحضارات القديمة .

سراديب الموتى الإسكندرية من أهم المعالم الأثرية الموجودة في دولة مصر العربية، التي اكتسبت شهرة واسعة وتعد من أهم المعالم التي يقصدها الزوار ويعجبون بسحرها الغامض والخلاب .

هذه الاماكن المخيفة هي جولة بين الماضي والحاضر والمستقبل، تذكرنا بأهمية التفكير في نهاية الحياة ومعاناة الموت، و يجب أن نعيش حياتنا بوعي ونسعى لترك أثر إيجابي في عالمنا، لأن الحياة هي هبة قيمة، فهي تذكير بأننا جميعًا مسؤولون عن ترك بصمة إيجابية في هذا العالم قبل أن ننتقل إلى العالم الآخر .

الختام

سراديب الموتى في باريس أو الاسكندرية هي نوافذ لعالم آخر، عالم مليء بالألغاز والأسرار القديمة التي لا تزال تثير فضول البشر منذ مئات السنين، حاولنا قدر المستطاع أن نكشف لكم طبيعة تلك السراديب المخيفة، والتي تعتبر من أكثر الأماكن غرابة على سطح الأرض .

لرؤية المزيد من الأشياء والأحداث الغربية ننصحكم بزيارة قسم غرائب وعجائب، والذي يحتوي على العديد من المواضيع الغريبة و المثيرة للفضول، التي ستقضي معها وقت ممتع ومسلي .

في الختام نتمنى لكم أوقات ممتعة وشيقة برفقتنا، ومن كان لديه اقتراحات أو ملاحظات يمكنه تركها في قسم التعليقات أدناه،طبتم وطابت أيامكم .

المراجع :

THE PARIS CATACOMBSا

PARIS CATACOMBS

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى