عجائب وغرائب

مدينة اتلانتس الاسطورية – حقيقة أم خيال !

مدينة اتلانتس المفقودة

مدينة اتلانتس، هذه المدينة الأسطورية الغامضة والتي أسرت خيال الناس لعدة قرون، وتحولت حكايتها لواحد من أكثر الألغاز اثارة للجدل عبر التاريخ، وتناقلت أحداثها الشعوب منذ زمن بعيد وحتى يومنا هذا ، فما أصل الحكاية وما هي قصة أطلانتس الحقيقية ، وما إجابة هذه الأسئلة الغامضة .

هل مدينة أطلانتس حقيقية أم أنها مجرد قصة من نسج الخيال ؟

أين تقع مدينة اتلانتس المفقودة، وهل ما زالت موجودة حتى وقتنا الحالي ؟

ما سر مدينة اتلانتس وهل ذكرت في القرآن الكريم ؟

ما سبب إختفاء مدينة اتلانتس وكيف حدث ذلك ؟

للإجابة عن هذه الأسئلة المحيرة وغيرها، ولفك الغموض الذي يحيط بتلك المدينة الغريبة، نترككم مع قصة مدينة اتلانتس الحقيقية .

قصة مدينة اتلانتس The legend of Atlantis

مدينة اطلانتس الغامضة
مدينة اطلانتس الغامضة

أصل الحكاية منذ البداية

بدأت قصة مدينة اتلانتس منذ حوالي أكثر من 2000 عام، عندما تحدث عنها الفيلسوف اليوناني الشهير أفلاطون، والذي كان تلميذاً لسقراط وقام بتدريس أرسطو، حيث قدم أفلاطون مدينة اتلانتس لأول مرة في تيمايوس (Timaeus)  وهو أحد أشهر أعماله المونولوجية (المونولوج هو عبارة عن حوار بين الشخص ونفسه) .

أفلاطون يصف في روايته كيف أن تيمايوس( أحد الشخصيات الموجودة في الحوار) ،سمع هذه القصة من سولون، وهو سياسي أثيني قديم، و سولون يزعم أنه سمع القصة من الكهنة المصريين عندما كان في رحلة إلى تلك المنطقة .

موقع مدينة اتلانتس

وفقا لـ أفلاطون، كانت أتلانتس مدينة مزدهرة وقوية ومتقدمة من الناحية التكنولوجية والعمرانية والزراعية، وما لديها من قوة ومعرفة وثروات يسبق جميع المدن بمراحل ضوئية، وكان يتميز حكامها بالمعرفة والحكمة والقوة، وشعبها يعيش في رفاهية  مطلقة ، وكانت تقع هذه المدينة خلف أعمدة هرقل التي ذكرت في روايات عدة ،ويقال أن اعمدة هرقل هو إسم أطلقه الرومان على مضيق جبل طارق.

سبب اختفاء مدينة اتلانتس

حسب رواية أفلاطون أنه مع مرور الوقت، بدأت حكومة أتلانتس في الانحدار الأخلاقي، وأصبحوا فاسدين و جشعين، و بدأوا في غزو الأراضي الأخرى، سعياً إلى توسيع إمبراطوريتهم ، مما أدى إلى سخط الآلهة.

وفي نهاية المطاف أراد زيوس والذي كان إله الآلهة معاقبتهم، فضرب زلزال هائل وفيضان أتلانتس، مما أدى إلى اندثار المدينة بكاملها تحت مياه المحيط ، وتقول الروايات أنها غرقت في المحيط الأطلسي .

قصة أطلانتس حقيقة أم خيال

قال العديد من الكتاب والمفكرين القدماء أمثال زينوقراطيس أن مدينة اطلانتس حقيقة تاريخية، وأنها كانت موجودة بالفعل ، وكذلك ذكر المؤلف والمفكر إغناتيوس في نهايات القرن التاسع عشر للميلاد ،أنه  كان يوجد آثار ودلائل على وجود حضارات متقدمة وربطها بمدينة أتلانتا .

وكذلك وصف الكاتب دونيلي أن التقدم الحاصل الآن يعود الفضل فيه إلى التطور الذي حدث أيام المدينة المفقودة أتلانتس، قائلاً إنها كانت قارة غارقة في المحيط الأطلسي، وذلك استنادًا إلى الموقع الذي أشار إليه أفلاطون.

.ومع ذلك، فقد قوبلت قصة مدينة أتلانتس بالتشكيك والطعن من اغلبية الباحثين والمفكرين، و يرى العديد من المؤرخين وعلماء الآثار أن رواية أفلاطون كانت خيالية بحتة، وهي قصة تحذيرية وليست حقيقة تاريخية، ويشيرون إلى أنه لا يوجد دليل ملموس على وجود مدينة أتلانتس.

كما يقول العديد من أولئك المفكرين والباحثين، أن أفلاطون ربما استخدم القصة كرمز لمخاطر الطموح الجامح للبشر ، وكيف تكون نهاية الطمع والجشع والتخلي عن القيم الإنسانية والأخلاقية .

على الرغم من عدم وجود دليل واضح، فإن أسطورة مدينة اطلانتس لا تزال تستحوذ على خيال الناس في جميع أنحاء العالم، وتكمن جاذبيتها في فكرة الحضارة المتقدمة التي ازدهرت ذات يوم ثم اختفت في ظروف غامضة.

بقايا مدينة اطلانتس

على مر السنين، ظهرت العديد من النظريات والتكهنات في محاولة لتحديد موقع مدينة اتلانتس، يعتقد البعض أنها كانت موجودة في البحر الأبيض المتوسط، بينما يعتقد البعض الآخر أنها كانت في منطقة البحر الكاريبي أو حتى القارة القطبية الجنوبية، ويقول العديد أنها في الأصل هي مجرد قصة خيالية وأنها غير موجودة.

وروي في عصرنا الحديث أن مدينة اتلانتس غارقة في أعماق مثلث الشيطان (لقب أطلق على مثلث برمودا)،وغالبًا ما تعتمد هذه النظريات على تفسير نصوص قديمة أو الظواهر الجيولوجية المفترضة عنها.

مدينة اتلانتس لا تزال موجودة

في حين أن البحث عن مدينة أتلانتس قد لا يسفر أبدًا عن دليل ملموس، إلا أن الأسطورة لا تزال موجودة حتى وقتنا الحالي، وقد ألهمت عددًا لا يحصى من الأعمال الأدبية والفنية وحتى الأفلام والنصب التذكارية، حيث أضاف كل من تلك الأعمال تصوره الخاص عن الشكل التخيلي لمدينة أتلانتس .

نذكر من تلك الأعمال، فيلم “20000 فرسخ تحت البحر” لجول فيرن، وكذلك فيلم “أطلنطس: الإمبراطورية المفقودة” من إنتاج ديزني، وغيرها من القصص والحكايات، حيث أصبحت مدينة أتلانتس رمزًا الغموض والتشويق .

ولا ننسى ذكر أتلانتس دبي، و هو منتجع فاخر يقع في جزيرة نخلة جميرا في دبي،في الإمارات العربية المتحدة، و يُعتبر أتلانتس دبي واحدًا من أشهر وجهات السفر والضيافة في العالم، حيث يجمع بين فخامة الإقامة والترفيه والمغامرة في مكان واحد.

اتلانتس دبي
اتلانتس دبي

أسباب شهرة مدينة اتلانتس

  • الغموض والمؤامرة: فكرة وجود مدينة مفقودة مخبأة تحت المحيط هي فكرة مثيرة للاهتمام بلا شك، و يثير الغموض المحيط بأتلانتس واختفائها المفاجئ فضولنا ويتركنا راغبين في معرفة المزيد.
  • الحضارة المتقدمة: وصف أفلاطون أتلانتس بأنها حضارة متقدمة للغاية تتمتع بتكنولوجيا تتجاوز عصرها بكثير. إن هذا المفهوم المتمثل في امتلاك مجتمع قديم للمعرفة والقدرات التي تتجاوز معرفتنا هو أمر رائع ومذهل في نفس الوقت.
  • الدروس والأخلاق: قصة مدينة أتلانتس بمثابة قصة تحذيرية حول مخاطر الجشع والفساد، إنه يذكرنا بالعواقب التي يمكن أن تنشأ عن أفعالنا وسلوكياتنا الغير متزنة.
  • الخيال الواسع: تتيح لنا أسطورة أتلانتس الهروب من الواقع إلى عالم الخيال ، إنه يثير إبداعنا ويشجعنا على الحلم بما قد يقع خارج حدود واقعنا .

هل ذكرت مدينة اتلانتس في القرآن الكريم

ناقشنا قصة مدينة اتلانتس حسب الروايات التي قيلت عنها، لتفسير سبب شهرتها فقط، وليس حسب معتقداتنا وديننا الإسلامي الذي يرفض كثير من الجوانب المتعلقة فيها مثل تعدد الآلهة وغيرها .

بعد عملية البحث والتحري لم نجد أي دليل إسلامي موثق على وجود مدينة اتلانتس في الحقيقة، ولم تذكر في القرآن الكريم والسنة النبوية، والله أعلم .

الختام

الحقيقة المطلقة وراء مدينة أتلانتس لا تزال مفقودة، سواء كان مكانًا حقيقيًا أو من نسج خيال أفلاطون، تستمر أتلانتس في أسر قلب وعقل من يسمع روايتها ،و يرغب بمعرفة المزيد عنها، وتعتبر قصتها بمثابة تذكير تحذيري بمخاطر الجشع و الطموح الجامح للإنسان، وستبقى بمثابة شهادة على القوة الدائمة للأساطير القديمة وقدرتها على جذب إنتباه الناس .

في الختام نتمنى أن تكون قد أعجبتكم قصة مدينة اتلانتس، ونتمنى لكم اوقات ممتعة وشيقة برفقتنا، ومن كان لديه اقتراحات أو ملاحظات يمكنه تركها لنا في قسم التعليقات، ودمتم سالمين .

المراجع المستخدمة :

ATLANTIS – THE STORY BEHIND THE LEGEND

Atlantis

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى