قصص وحكايات

3 قصص راحة نفسية هل أنت بيضة،بطاطس ،أم قهوة ؟!

قصص راحة نفسية

نضع بين يديكم ثلاثة قصص قصيرة، لكنها تحمل في طياتها الكثير من الأمل والعزيمة والتفائل ، وتخلط بين الإثارة والحكمة والتشويق نتمى أن تحاز على إعجابكم .

  • لماذا لقب صاحب الوجه العبوس بهذا اللقب ؟
  • هل يمكن لدعابة أن تؤثر أكثر من 1000 كلمة ؟
  • هل أنت بيضة،بطاطس ،أم قهوة ؟!  

أعلم أن بعض هذه الاسئلة غريب ، لكني متأكد بأن الدهشة ستزول عنك بعد قراءة هذه القصص،وسترسم الابتسامة على وجهك الجميل ، أحضر فنجان القهوة ولنبدأ مع أول قصة .

قصة صاحب الوجه العبوس

قصة صاحب الوجه العبوس
قصة صاحب الوجه العبوس

عاش رجلٌ في قرية هادئة، وكان دائماً يشكو من سوء الحظ ، حتى تغلغلت التعاسة في حياته كالظلام المُستمر بسب سعيه وراء السعادة دون جدوى ، وكان معروفًا بتشاؤمه الشديد وكلامه المخلوط باليأس والاستسلام، وكان وجوده يبعث على الكآبة في قلوب الناس، تجاهله الجميع وتجنبوه، لأنهم أصبحوا يشعرون بالتعاسة بمجرد الاقتراب منه.

توالت الأيام ومرت السنوات ولم يختلف حال هذا الرجل، كان يُصرّ على التشاؤم والإحباط من كل شيء،ومع تقدمه في العمر، تصاعدت حدة سلبيته وصراخه “أين سأجد السعادة وأين هو الطريق اليها”،حتى أصبحت كلماته سُمًا ينتشر في الهواء،لذلك أطلق عليه الناس صاحب الوجه العبوس .

لكن في أحد الأيام، وبعد أن وصل صاحب الوجه العبوس إلى سنّ السبعين ، حدث تغيير لم يكن أحد يتوقعه. بدأت تنتشر شائعةٌ بسرعةٍ في القرية، بأن هذا الرجل أظهر إبتسامة وراحة على وجهه الذي كان دوماً حزين، ولم يعد يشكو أو يتذمر.

إستغرب أهل القرية كيف حصل ذلك ،وسارعو للتأكد بأنفسهم وذهبو لذلك الرجل ، وعندما وصلو إليه سأل أحدهم   وقال له : “ما الذي حدث أيه الرجل التعيس؟”

أجاب الرجل التعيس وعلى وجهه إبتسامة خفيفة: “بعدما أمضيت سبعين عامًا في البحث عن السعادة والركض خلفها، ولم أدرك أنها كانت بجواري ولم أراها ، إنها الإتكال على الله وراحة النفس والقناعة ، لذلك قررت أن أستبدل هذا السعي بتقبل الحياة كما هي،وأصابني الندم على إهدار الوقت والجهد والصحة ولم يُغيّر التشاؤم شيئًا، فقررت أن أعيش بسعادتي الداخلية وأستمتع بكل لحظة. ومن هنا جاء هذا التغيير.”

قصة دعابة من الرجل الحكيم

في إحدى القرى كان هنالك رجلاً حكيم ،وأعتاد الناس اللجوء إليه في كل مرة يعانون فيها من مشكلاتهم وتحدياتهم ويتذمرون منها حتى ولو كانت بسيطة،رغم ذلك كان الحكيم يستمع إليهم بتركيز ويقدم لهم نصائحه الرشيدة،ولكنه كان يستغرب من بعضهم كثرة اليأس والشكوى والتذمر .

في إحدى الأيام، قرر الحكيم تغيير الأجواء ورسم البسمة على وجوه الناس. قال لهم نكتة بسيطة، واستطاعت هذه النكتة أن تجعل الجميع يضحكون بصوت مرتفع.

بعد دقيقتين، قرر الحكيم أن يعيد نفس النكتة. ورغم أن النكتة ما زالت مضحكة، إلا أن الضحك لم يكن بنفس الإستجابة القوية كما في المرة الأولى، وكان هناك عدد قليل من الضاحكين.

عندما قرر الحكيم أن يعيد النكتة للمرة الثالثة، لم يضحك أو يبتسم له أحد،وبدأ الناس يشعرون بالإستياء والضجر ، رأى الحكيم تفاعل الناس وأبتسم بود. ثم قال ببساطة: “ألا ترون؟ لا يمكنك أن تضحك على نفس النكتة مراراً وتكراراً. فلماذا تشكي وتبكي دائمًا على نفس المشكلة؟، تعلموا أن تتعاملوا مع مشاكلكم بصبر وحكمة ”

قصة هل أنتي بيضة أم قهوة أم بطاطس ؟!

ذات مرة إشتكت إبنة رئيس الطهاة لأبيها من أن حياتها بائسة ،وأنها لا تعرف كيف ستعيشها،ولقد سئمت من القتال والنضال طوال الوقت دون جدوى، وبأنه بمجرد حل مشكلة واحدة، سرعان ما تتبعها مشكلة أخرى، واخبرته بأن قلبها متعب ولا تستطيع التحمل ولا تدري ماذا ستفعل.

صمت والدها وقال لها : إتبعيني الى المطبخ ،وهناك ملأ ثلاثة أوعية بالماء وأوقد النيران تحتها،ثم قام بوضع بطاطس في الوعاء الأول، والبيض في الوعاء الثاني، وأخيرًا حبوب البن المطحونة في الوعاء الثالث ،حتى وصلت الى مرحلة الغليان ، وتركهم لعدة دقائق ، ثم أطفأ النار ووضعهم جميعاً على الطاولة وجلس على الكرسي ،وأبنته في حالة حيرة ودهشة مما يفعل والدها .

طلب الطاهي من إبنته الإقتراب والجلوس على الكرسي المجاور له ، ثم قام بكسر البيضة وقشّرها وبعدها هرس البطاطس ، وهو يخاطبهما قائلاً ، أيته البيضه قبل أن أضعكي في الماء كان قلبك لين من الداخل وكنتي هشة من الخارج والآن قلبك جامد وقاسي ، أما انتي يا حبة البطاطس كنتي صلبة وقوية قبل أن يغلي الماء ،لكنك الآن طرية وضعيفة ، أما القهوة فكانت متناثرة وطعمها مر .

وضع الطاهي فنجان القهوة أمام إبنته وقال لها : تفضلي يا صغيرتي ، ثم أمسكت إبنته فنجان القهوة وشربت منه وأبتسمت ، نظر لها والدها وقال : هل أنتي البيضة أم البطاطس أم القهوة ثم هو الآخر إبتسم .

نظرت الفتاة الى والدها وأمسكت إحدى يداه وقالت : سأكون كالقهوة بروح حلوة ومتماسكة ، ولن أبقى كما كانت متناثرة وحياتها مرة .

ما لا يقتلني يجعلني أقوى .

الفيلسوف فريدريك نيتشه

الدروس المستفادة من هذه القصص

فيما يأتي سنعرض لكم اهم القيم والعبر المستفادة من القصص التي عرضناها لكم في هذه المقالة :

  1.   نحن من نصنع السعادة : نتعلم من قصة صاحب الوجه العبوس أهمية استمتاعنا بالحياة وعدم التشاؤم المفرط ،فالسعادة ليست هدفًا نصبّو إليه، بل هي نتيجة للتقبل والتقدير لما نملكه، وقرارنا في كيفية مواجهة التحديات .
  2. الإصرار والعزيمة: تظهر قصة دعابة من رجل حكيم  أهمية الإصرار والعزيمة في مواجهة التحديات وعدم الاستسلام أمام الصعاب، و أهمية التفكير بإيجابية وبحكمة في مواجهة التحديات والمشاكل.
  3. إستغلال التحديات لمصلحتك : قد نواجه جميعنا نفس التحدي والمشكلات ، فالبيضة والبطاطس والقهوة في قصة الطاهي واجهوا نفس التحدي ( الماء المغلي ) ومع ذلك كانت ردة الفعل مختلفة ، ومن يستغل التحديات لمصلحته هو من سيربح الرهان .

الخاتمة

تبقى القصص والحكايات طريقة مميزة لنقل الحكمة والمعرفة والتعلم بشكل ممتع ومسلي، ونتمنى أن نكون وفقنا في اختيارنا لهذه القصص ،وأن تعكس بالايجاب على حياتكم وبأن تكون ذات قيمة وفائدة لكم .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى